JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

recent
عاجل
Startseite

تعريف النحو وأهميته ونشأته وواضعه

 

                            تعريف النحو وأهميته ونشأته وواضعه 



تعريف النحو:

النّحو لغة : القصد ، نحا فُلان الشّيء أي قَصَده، وهذا ما ذكره الخليل بن أحمد الفراهيديّ في كِتابه مُعجم العين ، وشاركه ابن دريد التّعريف ذاته في كتابه مُعجم جمهرة الّلغة ، وزاد على ذلك قوله إنّ النّحو في الكلام هو قصد الصواب منه، أمّا الجوهري فقد أضاف معانٍ عديدة أخرى للنّحو في كِتابه مُعجم تاج الّلغة وصحاح العربيّة، فعرّفه بأنّه الطّريق، والانصراف، والعُدول، ومِثال ذلك عند قول: نحا فُلان بصره إلى شيء أي عدل بصره وصرفه عنه.

النحو اصطلاحاً : مرّ تعريف النّحو في اصطلاح الّلغة بمراحل عدّة منذ نشأته، فقد كان في بداية ظهوره مجرد أفكار، إذ لم يكن عِلماً ناضجاً وقائماً بذاته، وكان ذلك تحديداً في زمن أبي الأسود الدُّؤليّ ، إلّا أنّ النحو لم يستمر كذلك طويلاً، حيث استقلّ كعِلم منفصل، وحظي بتعريف خاصّ به، وكان أقدم هذه التّعريفات ما قدّمه ابن السّراج في كتاب الأصول حين عرّفه بأنّه العِلم الذي يبحث في كِلام العرب واستقرائه على نحو يجعل المُتكلِّم يتعلّم كلامهم ويحذو حذوهم، وبهذا يكون ابن السّراج أوّل القائمين على تخصيص تعريف واضح لعِلم النّحو، تبعه في ذلك ابن جنّيّ بتعريفه للنحو في كتاب الخصائص، فذكر بأنّه العِلم الذي يعتمد على اتّباع نهج كلام العرب في تصرّفه من إعراب أو غيره، كالتّشبيه، والجمع، والتّحقير، والتّكسير، والإضافة، والنّسب، والتّركيب وغير ذلك، والظّاهر من هذا التّعريف أنّ عِلم النّحو يُعنى في دراسة الكلمة وآخرها، تبعاً لارتباطها بغيرها من كلمات داخل الجملة وهو ما يُعرف بالإعراب، وهذا يختلف عن دراسة بنية الكلمة الذي يُعدّ عِلماً مُنفصلاً آخر يُسمّى بعلم الصّرف.

تعريف النّحو حسب آراء العلماء : تعدّدت آراء عُلماء الّلغة في تأطير مُصطلح النّحو وطبيعته، وخصائصه، وقد تباينت هذه الآراء بين أهل الّلغة القدماء والمُعاصرين؛ لاختلاف زوايا الحُكم عليه عند كلّ واحدٍ منهم، ويظهر ذلك في تطوّر علم النّحو، وفيما يلي بيان لتعريف النّحو عند عُلماء الّلغة المُحدَّثين والقدماء:

 ابن منظور: عرّف ابن منظور النّحو في مُعجمه لسان العرب من خلال المادّة الّلغويّة له " نَحَوَ" ، ليصل إلى أنّه "القصد"، وكان قد أخذ هذا عن عالم الّلغة ابن السّكيت، وبرأيه أنّ هذا التّعريف ينطلق من التّشابه بين معنى النّحو في الّلغة والاصطلاح؛ إذ يجتمعان في أنّه عِلم يبحث في القصد الذي يستدعي استخدام لفظ ما، والجدير بالذِّكر أنّ هذا التّعريف يعود إلى ما قاله أبو الأسود الدُّؤليّ حينما وضع أوّل النّحو في العربيّة، فقال للنّاس حينها: انحوا نحَوه، ففهم النّاس أنّ عليهم انتهاج ما وضعه لهم، فارتبط حينها المعنى بالقصد، والطّريق فسُمّي نحواً.

أبو علي الفارسيّ: عرّف أبو عليّ الفارسيّ النّحو بأنّه العِلم الذي تمّ قياسه واستنباطه من خِلال استقراء الكلام العربيّ، كما أشار إلى كونه ينقسم إلى قسمين: الأول ويُعنى بالتّغيّرات الّلاحقة بأواخر الكلام، والثّاني الذي يرتبط بالتّغيُّرات الواقعة في ذوات الكلام نفسه.

علي الجرجانيّ : عرّف علي الجرجانيّ النحو في كتابه التّعريفات بأنه عِلم بالقواعد والقوانين التي تُعرَف من خِلالها الأحوال الخاصّة بالتراكيب العربيّة سواء من الإعراب أو البناء، وغيرهما ممّا يتعلّق بالتّراكيب، كما أضاف الجرجانيّ فقال إنّ هذا العِلم يبحث في أحوال الكلام من حيث الإعلال والصّحة، فيكون بذلك عِلماً يُمكن من خِلاله معرفة أصول صحّة الكلام وفساده.

نستنتج من التعاريف السابقة أن النحو لغة يعني القصد والطريق والعدول والانصراف ، واصطلاحا : هو علم يُعنى بأواخر الكلمات إعرابا وبناء .

 

أهميّة عِلم النّحو

تكمن أهميّة النّحو في عِلم تفسير القرآن الكريم في ضرورة فهم نصوصه فهماً خالياً من الخطأ والّلحن، ولأنّ موقع الكلمة في التّركيب الّلغويّ يُؤثّر في المعنى المقصود منها، وهذا ما يجعل عِلم النّحو مُهمّاً لحماية النّص القرآنيّ، ولمّا كان القرآن عربيّاً كان الوجه الأفضل لفهم كلامه دراسة العربية وقواعدها، كما أكّد الزّجاجيّ أنّ الفائدة من تعلّم النّحو فيما يتعلّق بالتّفسير هو: "تقويم كتاب الله عزّ وجلّ"؛ لأنّه المصدر الأساسيّ للدّين، بالإضافة إلى ما أشار إليه أبو حيّان في أهميّة كُتب النّحو في عِلم التّفسير حينما قال إنّ الذي يُريد الدّخول في عالَم التّفسير عليه أن يعتكف على كِتاب الكِتاب لصاحبه سيبويه، ويجب الإشارة إلى أنّ الذي يتكلّم بكلام الله، عليه أن يكون عالِماً بكلام العرب قبل أن يُقدِم على تفسير كِتابه الكريم، وممّن أكّد على أهميّة دراسة النّحو لتحصيل التّفسير على وجهه الصّحيح الإمام مالك، ومحمّد جمال الدّين القاسميّ وغيرهما، وفيما يلي مِثال على أثر النّحو في التّفسير القرآنيّ: في تفسير النّص القرآنيّ قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) في هذه الآية إذا حُرّكت كلمتا (اللَّهَ) بالضّم لتُصبح (اللَّهُ)، وكلمة (الْعُلَمَاءُ) بالفتح لتُصبح (الْعُلَمَاءَ)، سيُؤدّي هذا إلى اختلال المعنى كُلّياً؛ فلفظ الجلالة بضمّ آخره يوحي بالفاعلية، وكأن الله هو من يخشى العلماء، بينما هو الأحقّ أن يخشاه النّاس. قال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ)[٧] في الآية المذكورة تحديداً في كلمة (الْمُصَوِّرُ) إذا تمّ تحريك حرف الواو بها بالفتح لتُصبح (الْمُصَوَّرُ) لاختلّ المعنى وأدّى إلى غير مراده؛ لأنّ الله هو الذي يُصوِّر كلّ شيء لا مَن يقع عليه هذا الفعل سُبحانه جلّ جلّاله.

 

نشأة النحو:

كان العربُ يستعمِلون لسانَهم عن سليقةٍ لم يحتاجوا معها أن يُبينوا قواعدَ نظمِه، وبعد مجيء الإسلام ومخالطتِهم الأعاجمَ مالت ألسنتُهم إلى اللحن، والخروج عن أصول الكلام التي ورِثوها عن أسلافهم، فتسرَّب اللحن إلى لسانهم ، وحرصًا منهم على الحفاظِ على لسانهم المُبِين الذي اختاره الله عز وجل لسانًا للقرآن ووعاءً للرسالة الخاتمة عمِلوا على وضعِ نحوٍ ينحوه كلُّ دخيل على اللسان ويلتزمه أبناء العربية.

في هذا الشأن يقول ابن خلدون: "إنَّه لَمَّا فسَدت مَلَكة اللسان العربي في الحركات المُسمَّاة - عند أهل النحوبالإعراب استنبطت القوانين لحفظها كما قلناه، ثم استمر ذلك الفساد إلى موضوعات الألفاظ، فاستُعمل كثيرٌ مِن كلام العرب في غير موضوعه عندهم، ميولًا مع هُجْنَة المُستَعرِبين في اصطلاحاتهم المخالِفةِ لصريح العربية، فاحتيج إلى حفظ الموضوعات اللُّغوية بالكتابة والتدوين، خشيةَ الدروس وما ينشأ عنه من الجهل بالقرآن والحديث، فشعر كثيرٌ مِن أئمة اللسان بذلك وأملوا فيه الدواوين.

أضِفْ إلى هذا رغبةَ اللغويين في أن يلتحِقَ بهم غيرُ العرب في تعلُّم اللسان العربي؛ ليَسهُلَ عليهم التعامل مع كتاب الله عز وجل تلاوةً وفهمًا ودراسةً، فعكَف العلماء على دراسة أصواتها ومفرداتها ووصف تراكيبها، وأَلَّفوا في ذلك كتبًا لضبطها وتقعيدها، ووضعوا القواعد التي تصف هذه اللسان وصفًا محكمًا ودقيقًا.

وقد انتهج علماء العربية للقيام بذلك منهجًا متميزًا في البحث اللغوي معتمِدين على ذوقِهم وإعمال العقل ودقة الملاحظة، وكان لهم فضلُ السَّبْق في الوقوف على كثيرٍ مِن الظواهر الصوتية والصرفية والنَّحْوية التي أفاد منها المحدثون.
         لهذا يمكن القولُ: إن ظهورَ النحو كان بباعثٍ ديني، يتجلى في حرص المسلمين على قراءة القرآن الكريم قراءةً سليمة وفَهْم دَلالته، وخاصةً بعد فُشُوِّ اللحن الذي أخذ في الظهور منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم كما أشرنا، غير أن اللحنَ كان نادرًا في صدر الإسلام، وكلما تقدَّمنا منحدرين اتَّسع شُيُوع اللحن في الألسن، خاصةً بعد تعريب غيرِ العرب…، وكل ذلك وغيره جعل الحاجةَ ماسةً إلى وضع تقعيد يُعرَف به الصواب مِن الخطأ في الكلامِ خشيةَ دخول اللحن وشيوعه في تلاوة آيات الذِّكر الحكيم، هذا دفع إلى التفكيرِ في وضع النحو وتقرير قواعد تنتظم في قوانين قياسية من استقراء دقيق للعبارات والتراكيب الفصيحة وأوضاعها الإعرابية.

 

واضع النحو:

يقول السِّيرافي: اختلف الناس في أولِ مَن رسم النحو، فقال قائلون: أبو الأسود الدؤلي، وقيل: هو نصر بن عاصم، وقيل: بل هو عبدالرحمن بن هرمز، وأكثر الناس على أنه أبو الأسود الدؤلي.

وتضطرب الروايات في السبب المباشرِ الذي جعل أبا الأسود يُؤلِّف في النحو لأول مرة، فمِن قائل: إنه سمع قارئًا يقرأ الآية الكريمة﴿ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ ﴾ [التوبة: 3]،بكسر اللامِ في رسوله، فقال: ما ظننتُ أمرَ الناس يصل إلى هذا، واستأذن زياد بن أبيه والي البصرة (45 - 53 هـ).وقيل: بل استأذن ابنَه عُبَيد الله واليَها مِن بعده (55 - 64هـ)، في أن يضع للناس رسم العربية.وقيل: بل وفد على زياد، فقال له: إني أرى العرب قد خالطَتِ الأعاجم وتغيَّرت ألسنتهم، أفتأذَن لي أن أضع للعرب كلامًا يعرفون به كلامهم.

وقيل: إن رجلًا لحن أمام زياد أو أمام ابنِه عُبيد الله، فطلب زياد أو ابنه منه أن يرسم للناس العربية.

وقيل: إنه رسمها حين سمع ابنتَه تقول: "ما أحسنُ السماءِ"، وهي لا تريد الاستفهام، وإنما تريد التعجب، فقال لها قولي: "ما أحسنَ السماءَ".

وفي رواية أنه شكا فسادَ لسانِها لعليِّ بن أبي طالب، فوضع له بعض أبوابِ النحو، وقال له: انحُ هذا النحو، ومِن أجل ذلك سُمِّي العلم باسم النحو.

وقد أشرك بعضُ الرواة معه في هذا الصنيع تلميذيه نصر بن عاصم وابن هرمز؛ إذ يقول الزَّبِيدي: "أولُ مَن أصَّل النحو وأعمل فكرَه فيه أبو الأسود ظالِمُ بنُ عمرٍو الدؤلي، ونصر بن عاصم، وعبدالرحمن بن هرمز؛ فوضعوا للنحو أبوابًا وأصَّلوا له أصولًا، فذكروا عوامل الرفع والنصب والخفض والجزم، ووضعوا باب الفاعل والمفعول والتعجب والمضاف .

 

اسباب وضع علم النحو 

الهدف من دراسة علم النحو

اهمية علم النحو

مفهوم النحو

من هو مؤسس علم النحو


 

NameE-MailNachricht