أصدق إهداء لكتاب وأصدق مقدمة
الاهداء
إلى خير من استحق الاهداء
الى احب الناس الى نفسي
واقربهم الى قلبي
الى يوسف السباعي
ولو قلت غير هذا
لكنت شيخ المنافقين
يوسف السباعي
مقدمة
أ هو الغرور الذي يبعثني الى ان اهدي كتاب الى نفسي؟
أم هي الأنانية ؟
لا أكذبكم القول.. أني - ككل إنسان- أناني مغرور.. ولني أؤكد لكم أن ذلك لم يكن هو الدافع الى هذا الاهداء الجرئ.. واسميه جريئاً لأنها شك جرأة مني - وأنا المنافق الذي طالما بدوت للناس متواضعا.. منكرا لذاته- أن أفضح نفسي فأخصها .. دون بقية خلق الله.. بإهداء الكتاب ..واتهمها علنّا بأنها أحب الناس إلي.
ما الذي دفعني الى هذه المغامرة؟ لمَ لم أهد كتابي الى عزيز لديَّ والاعزاء كثيرون في ارض النفاق.. فأوفر على نفسي ما قد يوجه الىَّ من لوم وسخرية؟.
دفعني إليها أمران ..اولهما اني لا اود ان اكون- كما قلت في الإهداء - اول المنافقين في أرض النفاق وانا لا ارغب في ان اتهم باني انهى عن خلق وآتي مثله او اني امر الناس بالبر وانسى نفسي.. بل اريد ان اكون اول من يخلع رداء النفاق.. في ارض النفاق
فأبدو على حقيقتي انانيا مغرورا .
وثانيهما ..أني أود أن أكرم نفسي وهي على قيد الحياة ..فأشد ما اخشى الا يكرمني الناس إلا بعد الوفاة.. و نحن شعب يحب الموتى ..ولا يرى مزايا الاحياء حتى يستقروا في باطن الأرض إني أريد كل شيء.. اريد ما بالدنيا في الدنيا .. أما الخلود والذكرى والتاريخ فما حاجتي إليها وانا عظام نخرة تثوى في قبر بقفرة.
ما حاجتي الى تقدير الاحياء.. وأنا بين الأموات؟ ما حاجتي إلى أن يذكروني في الدنيا وانا في الاخره !! ويمجدوني في الارض وانا في السماء!
اني ابغي المديح الان والتقدير الان وانا اسمع واحس فما أمتعني شيء كسماع المديح والتقدير.. قولوا عني مخلصين وانا بينكم.. اني كاتب كبير قدير شهير واني عبقري ..المعي لوذعي .
فإذا ما مت ، فشيعوني بألف لعنة واحملوا كتبي فأحرقوها فوق قبري ، واكتبوا عليه : "هنا يرقد اكبر حمار أضاع عمره في لغو وهذر".
اني لا شك رابح كاسب لقد سمعت مديحكم وأنا حي محتاج اليكم.. وصممت أذني عن سبابكم وأنا ميت أغناني الله عنكم وعن دنياكم .
هل علمتم لم أهديت الكتاب الى نفسي ؟.
لاني احب نفسي واقدرها ولدي الجرأة على أن أقول ذلك.
اليكم الكتاب بعد هذا .. لقد حاولت جهدي أن أكون في كتابته .. كما كنت في إهدائه .. غير منافق، وأن أكتب فيه بما استطعت من الصراحة.
ولست أزعم أني نجحت تماما.. فهناك موضوعات ، لم استطع طرقها ، وهناك سطور شطبتها بعد أن كتبتها.. ولكن لم يكن من ذلك بد، على الأقل لكي يمكن للكتاب أن يرى النور و لكي يمكن لكم أن تقرأوا الكتاب.. هل فهمتم؟!
يوسف السباعي