النقد الادبي القديم
س/ لماذا يتعذر علينا أن نجد البدايات للنقد
العربي؟
ج/ لبعد المسافة الزمنية وقلة ما وصل إلينا
من هذه البدايات.
س/ ما الذي وصلنا من النقد في العصر الجاهلي؟
وهل يمكن اعتباره انطلاقة لتاريخ النقد؟
ج/ وصل إلينا شذرات من الأخبار والقصص التي
تحكي لنا بعض المواقف النقدية القديمة نتحفظ عليها لقدمها وغياب سندها التاريخي
العلمي، ولا نجد حياة نقدية قياساً إلى النتاج الشعري الهائل.
س/ اذكر مشهداً نقدياً في العصر الجاهلي يمكن
أن تصور من خلاله الملامح العامة للنقد العربي؟
ج/ يقال كانت تضرب للنابغة الذبياني قبة
حمراء من الجلد في سوق عكاظ. وكانت تأتيه الشعراء فتعرض عليه أشعارها، فأنشده
الأعشى وأعجب به وأنشده حسان بن ثابت ثم أنشدته الخنساء:
قذيّ بعينيك أم بالعين عُوَّرُ أم ذرفت اذ خلت من اهلها الدّار
إنَّ صخراً لتأتم الهداةُ به كأنه علمٌ في رأسه نار
فأعجب بالقصيدة وقال: لولا(الأعشى) الذي
أنشدني قبلك لقلتُ: إنكِ أشعر الجن والأنس.
س/ لماذا كان النقد العربي القديم يعتمد على
الذائقة الذاتية؟
ج/ لأنه لا يمتلك تحليلاً أو تعليلاً للحكم
النقدي الصادر من قبل الناقد وهو نقد حي قليل المساحة دار أغلبه بين مجالس الشعراء
الذين عبروا بعواطفهم وانفعالاتهم عن الشعر وكذلك عبروا عن نقدهم بذات الوتيرة
الفطرية التي لم تتأثر بالمؤثرات الأجنبية.
محطات النقد الأدبي:-
عرف الموازنة:
الموازنة :هي المفاضلة بين شاعرين أو أكثر
للوصول إلى حكم نقدي.
س/ كيف تحدث الموازنة؟
ج/ تحدث بين الشعراء فيما يتفق من تزامن
الشاعرين في عصر واحد أو تشابه في الأغراض أو تميزاً في فن شعري معروف ويجوز أن
تكون بين الشعراء وان اختلفوا في المعنى والغرض.
س/ ما أقدم ما وصل إلينا من الموازنة بين
الشعراء؟
ج/ بين امرؤ ألقيس وعلقمة الفحل عندما تنازعا الشعر
فتحاكما إلى أم جندب وطلبت منهما أن يقولا شعراً على روي واحد وقافية واحدة.يصفان
فيها الخليل،
فقال
امرؤ القيس : فللسوط ألهوب وللساق درة
وللزجر منه وقع أهوج منعب
وقال علقمة الفحل: فأدركهن ثانيا من عنانة يمر كمر الرائح المتحلب
فحكمت أم جندب لصالح علقمة الفحل لأن امرؤ
القيس أجهد فرسه وضربها وزجرها.
س/ ما الاسس التي اعتمدتها ام جندب في
الموازنة بين امرؤ القيس وعلقمة الفحل؟
ج/ طلبت منهما أن يقولا شعراً على روي
واحد وقافية واحدة.يصفان فيها الخليل،
س/ متى شهدت الموازنات النقدية تطوراً وعلى يد
مَنْ؟
ج/ تطورت في القرن الرابع الهجري على يد
الناقدين الآمدي في كتابه( الموازنة بين أبي تمام والبحتري) وعبد العزيز الجرجاني
صاحب كتاب (المتنبي وخصومه).
س/ كيف رتب الآمدي الموازنة في كتابه
(الموازنة بين أبي تمام والبحتري)؟
ج/ رتب الآمدي الموازنة في كتابه على ثلاثة
أركان مهمة هي:-
أولاً: الاحتجاج وذكر فيه احتجاج كل فرقة من أصحاب الشاعرين
بما يعزز خصال الشاعر وقدرته على الآخر.
ثانياً: السرقات الشعرية فقد كشف الآمدي السرقات الشعرية التي أخذها
الشاعران من الشعراء السابقين وما أخذه البحتري من معاني أبي تمام وهو يقول: كان
لا ينبغي أن أذكر السرقات من مساوئ الشاعرين لأن أهل العلم بالشعر لا يرون سرقات
المعاني من كبير مساوئ الشعراء.
س/السرقات الشعرية ركن مهم من اركان الموازنة
عند الامدي وضح ذلك.
ج/ وطلبت منهما أن يقولا شعراً على روي واحد
وقافية واحدة. يصفان فيها الخليل،
فقد كشف الآمدي السرقات الشعرية التي أخذها
الشاعران من الشعراء السابقين وما أخذه البحتري من معاني أبي تمام وهو يقول: كان
لا ينبغي أن أذكر السرقات من مساوئ الشاعرين لأن أهل العلم بالشعر لا يرون سرقات
المعاني من كبير مساوئ الشعراء.
ثالثاً: الموازنة وقد اعتمد الآمدي في موازنته بين الشاعرين
على البيتين أو القطعتين الشعريتين إذا اتفقتا في الوزن والقافية وإعراب القافية
أو إذا اتفقتا في المعنى والغرض.
س/عرف الفحولة الفحولة
الفحولة : وهي مقياس فني لنجاح الشاعر ومقدرته
العالية في الشعر.
س/من هو اقدم من استخدم مصطلح الفحولة؟
ج/ أقدم من استخدمه هو العالم اللغوي
(الأصمعي) في كتابه (فحولة الشعراء) وهو مجموعة آراء ذاتية له في منح لقب فحل(الشاعر
المُجيد) للشاعر الذي تتوافر فيه مجموعة خصائص.
س/ ماذا تعرف عن كتاب فحولة الشعراء؟
ج/ هو كتاب للعالم اللغوي (الاصمعي) يحتوي
على مجموعة آراء ذاتية له في منح لقب فحل(الشاعر المُجيد) للشاعر الذي تتوافر فيه
مجموعة خصائص.
س/ ما هي الخصائص التي يجب أن توافر في الشاعر
الفحل عند الأصمعي؟
ج- 1- أن تغلب صفة الشعر على جميع الخصال
الأخرى للشاعر.
2- أن يكون له الكثير من القصائد الجياد
المُحسنات ويمتلك القدرة على القول في أغلب الأغراض الشعرية. 3- أن يكون راوية للشعر القديم.
س/ تطور مفهوم الفحولة على يد ابن سلام
الجمحي، فما هو رأيه؟ او على ماذا تعتمد الفحولة عند ابن سلام الجمحي؟
ج/ رأى أن الفحولة تعتمد على أمرين أساسيين
هما:
1/كثرة النتاج الشعري في قصائده الطوال وتعدد
الأغراض.
2/الجودة الفنية وهي القوة الشاعرية والأسلوب
الصحيح واللغة السليمة.
س/ بماذا اختلف ابن سلام الجمحي مع الأصمعي في
مفهوم الفحولة؟
ج/ أختلف مع الأصمعي بأن جعل هذه الفحولة
درجات متفاوتة بين شاعر وآخر ليست ثابتة. فكتابه مرتب على شكل طبقات وكل طبقة تمثل
درجة من درجات الفحولة والتمييز.
س / عرف الطبقات:
الطبقات :مصطلح نتج عن مفهوم الفحولة لان الفحولة
سمة للشاعر المُجيد، بينما تحول مبدأ الطبقة إلى مقياس نقدي يعطي مكانة الشاعر
الفنية وتفوقه بين أقرانه.
س/ من اول من استخدم مصطلح الطبقات؟
ج/ أول من استخدم هذا المفهوم هو العالم
اللغوي محمد ابن سلام الجمحي الذي جعل مبدأ الطبقات منهجاً ألف عليه كتابه المعروف:
(طبقات فحول الشعراء).
س/ كيف تطور مفهوم الطبقة عند ابن سلام
الجمحي؟
ج/1- الطبقة تعني عنده مقياساً فنياً آخر
بمعنى البيئة كما فعل في جمع مجموعة من الشعراء تحت اسم(طبقة القرى والمدن) ومنهم
حسان بن ثابت.
2- الطبقة تعني عنده أيضاً غرضاً شعرياً
معيناً يتميز به مجموعة من الشعراء مثل (طبقة شعراء المراثي) ومنهم متمم بن نويرة
والخنساء.
وقد تكون الطبقة تعبيراً عن موضوع أو ديانة
كما في طبقة شعراء اليهود ومنهم السمؤال.
س/ إلى كم قسم قسَّم أبن سلام كتابه (طبقات
فحول الشعراء ؟
ج/ إلى قسمين أساسيين هما:-
1- طبقات الشعراء الجاهليين. 2- طبقات الشعراء الإسلاميين.
س/ على يد من تطور مبدا الطبقات ؟ وكيف؟
ج/ تطور مبدأ الطبقات تطوراً ملحوظاً عند
الجاحظ، و يعتمد مبدأ الطبقة على تعدد الفنون الأدبية ومقدرة الشاعر في الإجادة
لهذه الفنون وهي (الشعر – الرجز- الخطابة)
س/ لماذا لم يأخذ النقاد برأي الجاحظ؟
ج/ لأنه يخلط بين النون الأدبية ولا ينظر إلى
اختلاف تفاصيل صناعتها ويفرض على الشاعر حدوداً خارج قدرته وطاقته.
س/عرف الطبع والصنعة والتكلف:
الطبع: هو الغريزة الفنية والمقدرة في قوله الشعر وكثرة
إنتاجه وهي تختلف من شاعر لآخر.
س/ عدد أقسام الشعر من حيث الطبع والتكلف؟
ج/ 1- الشعر المطبوع/عرف
الطبع صفة الشاعر المُجيد المتقدم وخاصيته وهو
الذي يسترسل الشعر عنده استرسالاً دون تعثر أو تردد لامتلاكه موهبة وطبعاً مهذباً
وله قوة الغريزة وأيدته كثرة العلم والمعرفة لهذا ارتبط الطبع بالقدرة وسرعة
البديهية.
س/ ما تعريف أبن قتيبة للشعراء المطبوعين؟
ج/ المطبوع من الشعراء من سمح بالشعر واقتدر
على القوافي وأراك في صدر البيت عجزه وفي فاتحته قافيته وتبينت على شعره رونق
الطبع ووشي الغريزة.
2- الشعر المنقَّح / عرف
هو الشعر الذي يتأمل فيه الشاعر ويعيد به
النظر بعد النظر دون تكلّف أو مبالغة فهو ينظر في لغة القصيدة ويعدل في ألفاظه بما
ينفع المعنى ويجلي دلالة الوضوح وأطلق عليهم (شعراء الصنعة) كزهير بن أبي سلمى
والحطيئة وكعب بن زهير وأطلق عليهم (عبيد الشعر) فهم لا ينشدون قصائدهم حتى يمر
عام كامل عليها.
3- الشعر المتكلف: عرف
المقصود بالتكلف وهو الصعوبة في الشعر على أشكال
كثيرة منها سوء النَّسج وتفاوت البناء الشعري من حيث المعاني فهي لا تظهر بشكل
متنام، وقد يعني التكلف التوعر في اللفظ وضعف لغته وخروج الكلام بكد ومشقة.
س/ كيف يرى ابن قتيبة التكلف في الشعر؟
ج/ التكلف في الشعر كما يراه ابن قتيبة
(رداءة الصنعة) فهو الشعر الذي يظهر فيه شدة العناء ورشح الجبين وكثرة الضرورات
وحذف ما بالمعاني إليه حاجة وزيادة ما بالمعاني غنى عنه. وهو صنعة العلماء
والفقهاء الذين لا يمتلكون موهبة شعرية عالية.
س/عرف عمود الشعر:
عمود الشعر: مصطلح نقدي يتعلق بطريقة العرب
في نظم شهرهم. أو هو مجموعة الخصائص الفنية التي شكّلت القواعد القديمة المستنبطة
من الشعر العربي القديم.
س/ من هو اول من تحدث عن عمود الشعر؟
ج/أول من تحدث عن هذا المفهوم هو الآمدي في
كتابه(الموازنة بين أبي تمام والبحتري).
س/ ما هي عناصر عمود الشعر؟
ج/ 1- شرف المعنى وصحته: وهو أحاسن المعاني
المستفادة من الكلام، يفهمها السامع دون عناء ومطابقة المعنى لمقتضى الحال ومعيار
المعنى الصحيح هو العقل الصحيح والفهم الثاقب.
2- جزالة اللفظ واستقامته: وهو أن يسلم الفظ
من الغرابة والوحشية والاستكراه ويترفع عن السوقية والابتذال. والاستقامة هو تحقيق
أصول اللغة وقواعدها دون الوقوع في الخطأ واللحن. وعيار اللفظ يكمن في (الطبع
والرواية والاستعجال).
3- الإصابة في الوصف: وهو حسن التعبير عن
الغرض والإصابة تعني الدقة والمطابقة في تصور الشيء لما هو عليه. وعيار الإصابة
بالوصف يتحقق بالذكاء وحسن التمييز.
4- المقاربة في التشبيه: أي قوة الشَّبه وشدة
وضوحه فالتشبيه الصحيح أن يوقع المعاني المشتركة القريبة بين طرفي التشبيه.
والمعيار الذي نقيس به صحة التشبيه هو(الفطنة وحُسن التقدير)
5- التحام أجزاء النظم والتئامها على تخير من
لذيذ الوزن.
6- مناسبة المستعار منه للمستعار له: وهو
إظهار العلاقة بقوة ووضوح في الاستعارة أكثر أهمية واحتياجاً لان في الاستعارة
يكون أحد الطرفين محذوفاً. وعيار الاستعارة يكون في الذهن والفطنة.
7-
مشاكلة اللفظ للمعنى: وهو إلباس كل معنى ما يليق به فكل مقام مقال وأهمية امتزاج
اللفظ للمعنى في اللفظ الشعري ومعياره طول الدربة ودوام الممارسة.