أسلوبُ النِّداءِ
أُسلوبُ النِّداءِ
هُو: خِطابٌ يُوجَّه إلى المُنادَى لِيُقْبِلَ على المُنادِي، أو يُنْصِتَ ويَنْتَبِهَ وهَذا الأُسلوبُ يتكوَّنُ
مِن رُكنينِ اثْنينِ،
هُما: أداةُ
النِّداءِ، والمُنادَى..
أوَّلا: أدواتُ النِّداءِ
1: يا / وهِي الأكْثرُ اسِتعما وَتَداولاً
وتُستعمَلُ لِمُناداةِ القَريبِ والبَعيدِ.
قال تعالى : ) يَا بَنِي
إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِي الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ (
قال تعالى : ) وَإِذْ قُلْتُمْ
يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ (
قال الشاعر
:يَا بَعِيْدَ الدَّارِ
مَوْصُوْل بِقَلْبِي وَلِسَانِي
رُبَّمَا
أَبْعَدَكَ الدَّهْرُ وَأَدْنَتْكَ اللَّيَالِي
2: الهَمزةُ، وأَيْ/وهما لِنَداءِ القَريبِ.
قال الشاعر: أأحْبَابَنَا
أَدْنَتْ فُؤادِي مِنْكـــــــــــم عُهُوْدٌ
تَنَاسَتْهَا الأخِلاء وَالصَّحْبُ
قال الشاعر: أ سرب القطا هل من يعير جناحه لعلي الى من قد هويت أطيــــــــر
قال الشاعر: أَبَغدادُ
أَبْشري وثقي بأنَّــــــــــــي بحبِّك
سالكٌ سُبُلَ التَّفانـــــــــــــي
أَي
راحلاً عُدْ سَالِمًا
3: أيَا، وهَيا / لِنداءِ البَعيدِ
قال الشاعر: أيَا
نَاصِحي بالصَّبرِ دعْنِي
وزَفْرَتي أَمَوْضعُ صبرٍ والكُبُودُ عَلى الجَمْرِ؟
أَيَا
غائباً عُدْ سَالِمًا
هَيَا
مُسْرِعًا خَفِّفْ من
أجل سلامتِك.
ثانيا: الاسْمُ
المُنَادَى
وهو الاسْمُ الَّذي يَلي أداةَ النِّداءِ، ويُقْسمُ على قِسْمينِ:
1: المُنادَى المَبنيُّ:
ويبنى على ما يرفع به ويكون في محل نصب منادى، ويكون مبنيا:
أ/إذا كان المنادى علماً مفردا ( ونعني بالمفرد لا مضاف
ولا شبيه بالمضاف)
قال تعالى : ) قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ
لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ (
نوحُ: منادى
مبني على الضم في محل نصب لأنه اسم علم مفرد.
قال تعالى : ) يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ
جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (
إِبْرَاهِيمُ: منادى مبني على الضم في محل نصب لأنه اسم علم مفرد.
قال تعالى : ) إِذْ قَالَ
اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ
نِعْمَتِي عَلَيْكَ (
عيسى: منادى مبني على الضمة المقدرة في
محل نصب لأنه اسم علم مفرد.
يا زيدان اجتهدا
زيدان: منادى مبني على الاف ( لأنه مثنى )في
محل نصب لأنه اسم علم مفرد.
يا زيدون اعملوا بجد
ب/إذا كان المنادى نَّكرةً
مَقصُودةً ( ونعني بالنكرة
المقصودة أن تخاطب شخصا معيناً بلفظ النكرة)
قال تعالى: ) وَقِيلَ يَا أَرْضُ
ابْلَعِي مَاءَكِ وَ يَا سَمَاءُ أَقْلِعِي (
أرضُ : منادى مبني على الضم في محل نصب لأنه نكرة
مقصودة.
سماءُ : منادى مبني على الضم في محل نصب لأنه نكرة
مقصودة.
قال تعالى : ) قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي
بَرْداً وَسَلاماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ (
نارُ: منادى مبني على الضم في محل
نصب لأنه نكرة مقصودة.
2: المُنادَى المَعرب:
ويكون منصوبا ، ويعرب المنادى:
أ/
اذا كان المنادى نَّكرةُ غيرُ مقصُودةِ (نكرةً حقيقيَّةً يُقصَدُ بِها العُمومُ)
يَا مُوَاطِنًا، حَافِظْ عَلى النَّظَافَةِ
مُوَاطِنًا / منادى منصوب وعلامة
نصبه الفتحة الظاهرة على آخره لأنه نكرة غير مقصودة
يا سائقاً التزم بقواعد المرور
سائقاً / منادى منصوب وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة على آخره لأنه نكرة غير مقصودة
ب/ اذا كان المنادى اسم مضاف .
يَا جُنُودَ العِراقِ أَنْتُم عِزُّ الوَطنِ
جنودَ: منادى منصوب وعلامة نصبه
الفتحة الظاهرة على آخره لأنه مضاف
العراقِ: مضاف اليه مجرور
قال تعالى : ) قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ
لا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ(
أَبَانَا : أبا / منادى
منصوب وعلامة نصبه الالف لأنه من الاسماء الخمسة وهو مضاف.
نا/ ضمير متصل مبني في محل جر مضاف
اليه
قال تعالى : ) يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَ أَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمْ اللَّهُ
الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
(
صَاحِبَيِ : منادى منصوب وعلامة
نصبه الياء لأنه مثنى وهو مضاف.
السجنِ: مضاف اليه مجرور وعلامة
جره الكسرة.
ج/
اذا كان المنادى شبيها بالمضاف ، وهو الاسمُ المشتقُّ العامل عمل فعله ) اسمُ فاعلٍ أو اسمُ مفعولٍ أو صفةٌ مُشَبَّهَةٌ(،الذي يأتي بعدَهُ ما يُتمِّمُ مَعْنَاه، كَمَا يُتمِّمُ المضافُ إليهِ معنى المضافِ، لذلكَ سُمِّي شبيهًا بالمضافِ.
يا ساعيًا للخيرِ، أبشرْ
ساعيًا: منادى
منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره لأنه شبيه بالمضاف.
يا طالباً العلمَ ، اجتهد
طالباً: منادى
منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره لأنه شبيه بالمضاف.
خَصائصِ أُسْلوبِ النِّداءِ
-1 قدْ يحُذَفُ حرفُ الندِّاءِ إذا دلَّ
عليه سِياقُ الكلامِ.
قال تعالى: ) يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا (
التقدير/ يا يوسفُ
2- المُنادى المعرَّفُ ب)ال( لا يجوز نداؤه بـ )يا( مباشرة ، فإذا كان مُذكَّرًا مُعرَّفًا بـ )ال(يُؤتَى بِ)أيُّها( بين (يا ) والمنادى المعرف بـ (ال)، وإن كان مؤنثاً معرفاً بـ
(ال) يُؤتَى بِ)أَيَّتُها( بين (يا ) والمنادى المعرف بـ (ال).
قال تعالى: ) يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ(
قال تعالى: ) يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (
_ملحوظة : ) أيُّ، وأيَّة( تُعربانِ مُنادًى مبنيًّا
على الضَّمِّ في محلِّ نَصبٍ، والهاء للتنبيه لا
مَحل لها من الإعرابِ، ويُعرَبُ الاسمُ
المُعرَّفُ بِ)ال(
بدلا إذا كانَ جامدًا كما فِي )يَا أيُّها الرَّجُلُ(،أمَّا إذا كانَ مُشتقًّا فَيُعرَبُ نعتًا، مِثْلُ: )يَا أيُّها المُعَلِّمون بُورِكَتْ جُهُودُكم(.
3- كَلِمتا )أَب( وَ)أُمّ( عِندَ إضافَتِهما إلى ياءِ المُتَكَلِّمِ جَازَ فِيهما مَا يأتي:
أ-
إبقاءُ ياءِ المُتَكَلِّمِ، وَيكونُ إعرابُه منادًى منصوبًا، وعلامةُ نصبِه الفتحةُ المقدَّرةُ لانشغالِ المحلِّ بالحركةِ المناسبةِ لياء المُتَكَلِّمِ وهي الكسرةُ، وياءُ المُتَكَلِّمِ ضميرٌ متصلٌّ مبنيٌّ في محلِّ جرٍّ بالإضافةِ، مثل )أبي، أمي(
ب-
حذفُ ياءِ المُتَكَلِّمِ، والتَّعويضُ مِنْها تَاءً مَبنيَّةً عَلى الكَسْرِ: يا أبتِ، ويا أُمتِ!، وتُعْربُ منادًى مُضافًا مَنْصُوبًا، وَعَلامةُ نَصْبِه الفَتْحةُ المُقدَّرةُ عَلى ما قَبلَ ياءِ
المُتَكَلِّمِ، الَّتي وكسرت التاء لتدل على الياء والتَّاءُ لا محلَّ لها مِنَ الإعرابِ.
4- يرتبطُ بِأُسلوبِ النِّداءِ أُسلوبٌ عربيٌّ يُسمَّى التَّرخِيم.
والتَّرخيمُ:هُو حَذفُ الحرفِ الأخيرِ مِنَ
الاسم المنادى، مِثلُ: )فَاطِمَة-
فَاطِم، عَائِشَة-
عَائِش، عَبْلَة-
عَبْل، مَاوِيَّة-
مَاوِي، حَارِث-
حَار، جَعْفَر
- جَعْف ، مَالِك
- مَال وغيرها(، ويكونُ إمَّا مَبْنيًّا على الضَّمِّ فِي مَحلِّ نَصْبٍ )يا فاطمُ(،أَوْ تبقى حركة الحرف الذي قبل الحرف المحذوف، مثل )فاطمَة-
فاطمَ(، و)مالِك-
مالِ(، ويُبْنَى على الضمِّ المقدَّر على الحرفِ المحذوفِ للترخيم
