النَّثْرُ وَفُنُوْنُه
س: عرِّفِ
النَّثْرَ،
وبيِّنْ
أوجهَ
الشَّبَهِ
والاخْتِلافِ
بَيْنَ
نَوْعَيْه: الفنِّيِّ
وغير
الفنِّيِّ.
ج:النثر : هو الكلام الفني الجميل،
المنثور بأسلوب جيد لا يحكمه النظم الإيقاعي.
الثر
الفني: الكلامُ الفنيُّ الجميلُ الَّذي ينتقي فِيْه الكاتِبُ الألفاظَ الجيدةَ والواضحةَ والأُسلوبَ المُؤثَّرَ
لِتقديمِ فِكرتِه أو مَوضوعِه، وَيضمُّ النَّثرُ الفنيُّ فُنونًا مُتنوِّعةً مِثْلُ القِصَّةِ والرِّوايةِ والمَقالةِ والخَطَابَةِ والسِّيرةِ وغيرها .
النثرغير الفنِّيِّ: هو الكلام الَّذي يَستعملُه النَّاسُ كُلَّ يومٍ في كَلامِهم أو في المَقالاتِ الصَّحفيَّةِ الَّتي تَعْتَمدُ الأخبارَ بأنواعها المُختلفةِ، أوفي الكُتبِ المدرسيَّةِ أو العلميةِ أو غيرِها مِمَّا لا يَتَطَّلبُ أُسْلُوبًا مُؤثِّرًا.
س: ما الفنون النثرية
التي
عرفها
العرب
قديما
وحديثاً؟
ج: الرَّسائلِ والوصايا والأمثالِ والخَطابَةِ والمقامةِ، وهِيِ مِنَ الفُنونِ النَّثريَّةِ الَّتي عرفَها العربُ قديمًا، فَضلاً عَنِ القِصَّةِ والرِّوايةِ
والمَسرحيَّةِ والمَقالةِ وهي مِن فنونِ الَّنثرِ الحديثةِ.
س: كيف دخلت الفنون النثرية الحديثة الى العرب؟
ج: الَّتي دَخَلَتْ إلى الأدبِ العربيِّ عبْرَ الترجمة.
س: ما الفنون الثرية التي انحصرت في الوقت
الحالي؟
ج: بعضُ أنواعِ النَّثرِ الفنيِّ انحسرتْ عَنِ السَّاحةِ الأدبيَّةِ اليوم كَالمَقامةِ والوصايا والأمثالِ، وكذلكَ الخَطَابَةُ الَّتي باتتْ مقتصرةً على جَوانبَ حياتيَّةٍ مُحدَّدةٍ كالخُطَبِ الدِّينيَّةِ.
س: بِرأيكَ مَا
سببُ
انحسارِ
بَعْضِ
فُنُونِ
النَّثْرِ
اليومَ؟
ج: لانتفاء الحاجة اليها و اقتصارها على جَوانبَ حياتيَّةٍ مُحدَّدةٍ كالخُطَبِ الدِّينيَّةِ.
س: مَا تعريفُ
الخَطَابَةِ؟
ومَا
الصَّفاتُ
الَّتي
يَنْبَغِي
تَوَافرُها
في
الخَّطِيْبِ؟
ج: الخَطَابَةُ :لون من ألوان الفنونِ النَّثريَّةِ المُهِمَّةِ الَّتي عَرفَها العربُ مِنْذُ القِدَمِ، كما عرفَتْها الأُممُ الأُخرى؛ لِمَا لَهَا مِنْ أهميَّةٍ في التَّأثيرِ في الجماهيرِ لِشَحْذِ هِمَمِهم، أو تشجيِعهم على خَوْضِ غِمَارِ المعاركِ بُغية ردِّ الأعداءِ المُتربِّصين، والدِّفاعِ عن النَّفسِ والوطنِ، ولا تكونُ الخَطَابَةُ إلا بِحضورِ الجُمْهورِ.
ويشترطُ أنْ تتوافرَ في الخطيبِ مزايا عِدَّة مِنْها سلامةُ مَخارجِ الأصواتِ ووضوحُها، والصَّوتُ الجَهْوُري القوي، فضلاً عَنِ الثَّقافةِ والمعرفةِ الَّتي ينبغي للخطيبِ أنْ يمتلكِها عَنِ الموضوعِ الَّذي يتحدَّثُ عَنْه وَعَلى الرَّغمِ مِنْ كُلِّ هَذِه الشُّروطِ، تبقى الخَطَابَةُ مَوْهِبةً فِطْريَّةً تُولَدُ مَعَ الخطيبِ وتنميِها المَواقِفُ والبيئةُ.
س: علل/ لقَد تطوَّرُ فنُّ
الخطابة
بَعْدَ مَجيءِ الإسلامِ.
ج: لأهميَّتهِ في نَشْرِ الدَّعوةِ الإسلاميَّةِ، وبَيانِ الأحكامِ الدِّينيَّةِ والاجتماعيَّةِ، وازدادتْ أهميتهُ في العُصورِ التَّاليةِ؛ إذْ أَخَذَ أتباعُ الدُّولِ الجديدةِ بالدعوة لها عبر الخطب.
س: بين سبب نهوض فن الخطابة في العصر الحديث؟
ج: أمَّا في العصرِ الحديثِ فَقَدْ نهضَ هذا الفنُّ بنُهوضِ الأُمَّةِ في أواخرِ القَرْنِ التَّاسع عَشَرَ ومَطْلَعِ القَرْنِ العِشرين، ولاسيَّما بعد قيامِ الثَّوراتِ ضدّ المحتلِّين، فَبرزَ عددٌ مِنَ الخُطباءِ الَّذين كانَ لهم تأثيرٌ في السَّاحةِ العربيةِ، مِثْلُ أحمد عرابي وسعد زغلول في مِصْرَ، وفي العراق فهمي المُدرِّس والشَّيخ مُحمَّد الحسين كاشف الغطاء الَّذي جُمِعَتْ خُطَبُه عَنِ القضيَّةِ الفلسطينيَّةِ في كتابِ بعنوانِ ) قضيةُ فلسطينَ الكُبرى في خُطَب الإمامِ الرَّاحلِ محمد الحسين كاشف الغطاء(، ولا ننسى أنَّ ثورةَ العشرين في العراقِ أفرزتْ عددًا كبيرًا مِنَ الخُطباءِ الَّذين كانوا يقودونَ الجماهيرَ لمُقاومةِ المُحْتَلِّ البريطانيِّ.