الجواهري
س: من هو الجواهري؟
ج/ هوَ مُحَمَّد مَهْدِّيّ ابنُ الشَّيخِ عبدِ الحُسَيْنِ الجَّوَاهِرِيّ، منْ أُسرةٍ عريقةٍ اشتهرتْ
بالزَّعامةِ الدِّينيةِ منْ عهدِ مؤسِّسِهَا الشَّيخِ محمد حسن صاحبِ كتابِ )جواهرَ الكلام) درسَ وهوَ في سنِّ السابعةِ في الكتاتيب في النجف الأشرف، اتَّجَهَ بعدَ ذلكَ كما يتَّجُهُ كلُّ أفرادِ أسرتِهِ منذُ حداثتِهِ لدراسةِ علومِ اللغةِ والمنطقِ والفقهِ وأصولهِ.
س: أينَ وُلِدَ الجواهري، ومتَى؟
ج: وُلِدَ في مدينةِ النَّجفِ الأَشرفِ عام 1899م.
س: ما الذي أثَّرَ في تكوينِ شخصيةِ الجواهريِّ الأدبيةِ ونضجهِ الفنِّيِّ؟
س: ما أثرُ البيئةِ في توجهِ الجواهريِّ للشعرِ؟
ج: كانَ للإرثِ الثقافيِّ وبيئة النجف
الاشرف وعشقِهِ للشِّعرِ وتعلُّقِهِ بالشُّعراءِ أثرٌ كبيرٌ في تكوينِ شخصيتهِ الأدبيةِ ونضجهِ الفنيِّ
وارتقائهِ القمةَ.
س: بِمَ لُقِّبَ الجواهريُّ؟
ج: لُقِّبَ ب )شَاعِر العَرَبِ الأَكبر( مِنْ دونِ منازعٍ، وكذلك لقبَ ب )نهر العراق الثالث(.
س: ما أهمُّ ما يُميِّزُ شعرَ الجواهريِّ؟
س: ما رأي النقاد في الجواهري؟ وبمَ تميز شعره؟
ج: يرى النُّقادُ أنَّ الجواهريَّ أكبرُ شاعرٍ صوَّرَ حياةَ العراقِ السياسيةَ المضطربةَ في شعرِهِ منذُ حقبةِ العشرينياتِ منِ القرنِ الماضي. وقدْ تميَّزَ شعرُهُ بالجدِّ في الموقفِ،
والانسيابِ العاطفيِّ القويِّ، فالتدفقُ العاطفيُّ في شعرِهِ يعطيهِ قوةً ايقاعيةً ذاتَ توتّرٍ يناسبُ نوعَ الاندفاعاتِ الغاضبةِ التَّي تُميِّزُ شعرَهُ.
س/ كيفَ كانت اللغةُ الشّعريةُ لدى الجواهريِّ؟
ج: ولُغتُهُ الشِّعريةُ غنيةٌ يختارُها بعنايةٍ، فَهو يَمْتَلِكُ ثَراءً لُغويًا يَصْعُبُ الإلمَامُ بمَصَادِرِهِ جميعِهَا ممَّا أَتَاحَ لَهُ مجالَ الاختيارِ
المُنَاسِبِ للمفردةِ وتوظيفِهَا بعَفَويَّةٍ في النَّصِّ مِنْ غَيرِ تَكَلُّفٍ أَو إِقْحَامٍ.
س: متى واين توفي الجواهري؟ واين دفن؟
ج: تُوفِّيَ الجواهري في دمشقَ عام 1997م ودفن فيها.
قصيدةُ )آمنتُ بالحسينِ(، التي ألقاها عام 1947م في ذكرى استشهادِ الإمامِ الحسينِ )عليهِ السلامُ(.
)للحفظِ عشرةُ أبياتٍ(
فِدَاءٌ لِمَثوَاكَ مِنْ مَضْجَـــــــعِ تَنَوَّرَ بِالأَبلَـــــــــجِ الأروَعِ
بِأَعْبَقَ مِنْ نَفَحَاتِ الجِنـــــانِ رَوْحًا وَمِنْ مِسْكِها أَضْوَعِ
وَرَعْيًا لِيَوْمِكَ يَوْمِ الطُّفـــوفِ وسَقْيًا لأرضِكَ مِنْ مَصْرَعِ
وحُزْنًا عَلَيكَ بِحَبْسِ النُّفُـوسِ على نَهْجِكَ النَّيِّرِ المَهْيَــــعِ
وصَوْنًا لِمَجدِكَ مِنْ أَنْ يُـــذَالَ بما أنتَ تأَبَاهُ مِنْ مُبْـــــدَعِ
فيا
أيُّها
الوِتْرُ
في
الخالدِيــــنَ فَذًّا ، إلى الآنَ لَمْ يُشْفَـــــعِ
و يا عِظَةَ الطَّامِحِينَ العِظـــامِ للأهين عَنْ غَدِهِمْ قُنَّـــــــعِ
تَعَالَيْتَ مِنْ مُفْزِعٍ للحُتُــــوفِ وبُورِكَ قَبرُكَ مِنْ مَفْــــزَعِ
تَلُوذُ الدُّهورُ فَمِنْ سُجَّــــــــــدٍ عَلَى جانِبَيهِ ومِنْ رُكَّــــــعِ
شَمَمْتُ ثَرَاكَ فَهَبَّ النَّسِيــــــمُ نَسِيمُ الكَرَامَةِ مِنْ بَلْقَـــــعِ
وعَفَّرْتُ خَدِّي بحيثُ استـراحَ خَدٌّ تَفَرَّى ولمْ يَضْــــــــرَعِ
وَحَيثُ سَنابِكُ خَيلِ الطُّغَــــــاةِ جالتْ عليهِ ولم يَخْشَــــــعِ
معاني المفردات:
الأَبلَجُ: وضَّاءُ الوجهِ. والأروعُ: المُعجبُ بشجاعتِهِ وحسنِهِ.
الرَّوْحُ: نسيمُ الريحِ. و أَضوعُ: منْ ضاعَ المسكُ يضوعُ إذا عَبِقَتْ رائحتُهُ وانتَشَرَتْ.
المَهيَعُ: البيِّنُ الواضحُ.
يُذال: يُهانُ.
التعليق النقدي:
س: )
قصيدةُ )آمنتُ بالحسينِ( خيرُ ما
قيلَ في الإمامِ
الحسينِ )عليهِ السلامُ( على الطريقةِ
الفكريةِ الحديثةِ( ناقشْ ذلكَ.
ج: قصيدةُ )آمنتُ بالحسينِ( خيرُ ما قيلَ في الإمامِ الحسينِ )عليهِ السلامُ( على الطريقةِ الفكريةِ الحديثةِ، فقدْ عَمَدَ الجواهريُّ في القصيدةِ هذهِ إلى إظهارِ فلسفةِ النهضةِ الحسينيةِ وأهدافِهَا وأبعادِهَا وثمراتِهَا.
س:
كيف يُعلنُ الجواهريُّ في القصيدة
إمكانيةَ
القارئِ
من صنعِ المعنى
بنفسه منذُ
بدءِ القصيدةِ ؟
ج: حذفِ المبتدأ لِينفتحَ مجالُ التَّأويلِ، ويبدأُ التَّساؤلُ، بمَنِ افْتَدَى الشَّاعرُ الضَّريحَ الذي تنَّورَ بنورِ الحسينِ )عليهِ السَّلامُ(، وتَعَطَّرَ بطيبهِ أهو الشَّاعرُ نفسُهُ، فيكونُ التقديرُ )أنا فداءٌ( أمْ غيرُهُ؟
س:
ما دلالةُ
)رعيًا وسقيًا(
في القصيدةِ؟
ج: كان استعمال الصِّيغةِ التُّراثيةِ )رعيًا وسقيًا( قارًا في الموروثِ اللغويِّ، فقد أخرجهَا الجواهريُّ من نَمَطيَّتِها إلى فضاءِ الابداعِ؛ إذْ نقلَ )رعيًا( من دلالتِهَا الماديةِ إلى الدَّلالةِ المعنويةِ المتمثلةِ باستيعابِ المفاهيمِ المستوحاةِ من ملحمةِ الطَّفِّ الخالدةِ والقيمِ الإنسانيةِ التي تمخَّضَتْ عنْ موقفِ التَّضحيةِ والفداءِ والايثارِ، وقدْ وظَّفَ لهذا النَّقلِ الاستعارةَ، وأمَّا )سقيًا(فمنِ السُّقيا وهيَ دعاءُ المحبِّينَ لنزولِ الماءِ ذلكَ الذي حُرِمَ منهُ سبطُ رسولِ اللهِ(صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلم(
س:
ما دلالةُ
) حزنًا
وصونًا) في
القصيدةِ؟
ج: )حزنًا وصونًا( فقد جاءا توكيداً للتمسُّكِ بنهجِهِ النِّيِّرِ في مواجهةِ الطُّغيانِ والحفاظِ على قيمِ العدلِ والحريةِ.
س:
هلْ وظَّفَ الجواهريُّ
المكانَ
في قصيدتِهِ؟ وكيفَ؟
ج: يعودُ الجواهريُّ في قصيدتهِ بمشاعرَ إنسانيةٍ دافقةٍ مستدعيًا المكانَ لِتقديسِ الصُّمودِ والثَّباتِ، فمِنِ الأرضِ الَّتي ضمَّتِ الجسدَ الطَّاهرَ ينبعثُ نسيمُ العزَّةِ والكرامةِ والإباءِ، فيَشمه منْ أرادَ الحريَّةَ، وفي ثراهَا يُعفِّرُ خدَّهُ منْ يريدُ الثبات.